علمت ''النهار'' من مصادر رسمية من مبنى الصيدلية المركزية للمستشفيات
، أن هذه الأخيرة قامت بتسديد ديون فاقت قيمتها 20 مليون فرنك سويسري، ما يعادل بالعملة المحلية 14 مليار سنتيم، لفائدة المخبر السويسري ''روش''، وأضافت ذات المصادر، أن الصيدلية قامت بإيداع قرض سندي لفائدة ذات المخبر بقيمة 16 مليون فرنك سويسري أي ما يعادل 11 مليار سنتيم، وهو الأمر الذي تسبب للصيدلية في عجز مالي عرقل عملية التزود بالأدوية الأساسية.
وأوضحت المصادر التي أوردت المعلومات لـ ''النهار''، أن لجنة الصفقات قررت تسديد المبلغ، بالنظر إلى تراكم الديون على الصيدلية المركزية، التي من المفروض أن تملك احتياطيا استراتيجيا من الأدوية لمدة 3 أشهر، تحسبا للوقوع في أزمات كتلك التي سجلت مؤخرا، والتي مست الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والسيدا والتهاب الكبد الفيروسي، إلا أن الصيدلية المركزية لم تتمكن من توفيره لعدم توفر الأموال اللازمة لاقتنائها على مستواها، بالنظر إلى قيمة الديون المرتفعة جدا التي قامت بتسديدها للمخبر السويسري ''روش''، والتي تقدر بـ14 مليار سنتيم، يضاف إليها قرض سندي وجه لذات المخبر بقيمة مالية مقدرة بـ11 مليار سنتيم، وهو الأمر الذي جعل ميزانية الصيدلية على المحك، واللجوء في كل مرة الى صندوق الطوارئ لتخصيص المبالغ المالية اللازمة لاقتناء الأدوية، التي سجلت ندرة متكررة على مستوى الصيدليات والمستشفيات لأشهر عديدة، كادت أن تكون وبالا على الصحة العمومية، لدرجة ضخ 10 مليار دينار لحل مشكل نقص الأدوية، والتي قامت الصيدلية المركزية بسحبها بشكل فوري من البنك الوطني الجزائري والقرض الشعبي الجزائري، لاقتناء الأدوية المطلوبة خاصة تلك المتعلقة بارتفاع الضغط الدموي، وفقدان المناعة الأولية، بعد الإجتماع الطارئ الذي جمع بين وزارة الصحة والمالية من أجل توفير الغلاف المالي اللازم للعملية.وفي السياق ذاته، كشفت مصادرنا، أن عملية تحرير سوق الدواء، وسوء التسيير الذي طبع الصيدلية المركزية منذ 2006، يعتبر من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انعدام مخزون استراتيجي من الأدوية، للتدخل حال وقوع أزمات، خاصة وأن المستشفيات أصبحت تتعامل مع الممولين، دون اللجوء إليها، وهو الأمر الذي أوقعها في ورطة، أدت إلى ازدياد المشاكل، لولا قرار الحكومة القاضي بإجبار المستشفيات على اقتناء كافة مستلزماتها من الأدوية والمستهلكات الطبية من الصيدلية المركزية.
تجدر الإشارة إلى أن الصيدلية المركزية للمستشفيات، تحظى في الوقت الحالي بدعم الدولة، من أجل ضمان سيرها بفعالية، خاصة وأنها الهيئة التي توفر منتوج الأدوية والتجهيزات الطبية لكافة المؤسسات الإستشفائية، إلا أن هذه المؤسسة باتت تعاني من مشاكل مالية عويصة، حيث أعلن وزير الصحة والسكان جمال ولد عباس في وقت سابق، أن مستحقات الصيدلية المركزية تقدر بـ 14مليار دينار، فيما بلغت ديونها 19 مليار دينار.
شريف دليح، المدير العام للصيدلية للمستشفيات يكشف:
''مخبر ''روش'' متعامل شأنه شأن المتعاملين الآخرين لم تسدد ديونه بعد''
من جهته، كشف، شريف دليح، مدير الصيدلية المركزية للمستشفيات، أن مخبر ''روش'' يتم التعامل معه شأنه شأن المتعاملين الآخرين، المتعاقدين مع الصيدلية، والذي يدين لها بفواتير لم يتم تسديدها خلال 2009، موضحا في هذا الصدد، أنه في الوقت الحالي يتم التنسيق مع بنك الجزائر المركزي لدفع الديون القديمة المترتبة عن الصيدلية لكافة المتعاملين.
وقال، دليح، في اتصال مع ''النهار''، أن العملية ستتم وفقا لسلم الأولويات، حيث سيشرع في معالجتها حسب المعطيات المتوفرة. وفي هذا الشأن، أكد مدير الصيدلية المركزية أنه تم تخصيص غلاف مالي مقدر بـ 3 مليار دينار ونصف، من أجل تسديد مستحقات المتعاملين، وفيما يخص الشق المتعلق بالقروض السندية، أفاد محدثنا أنه تم تخصيص مبلغ مقدر بـ10 ملايير دينار من أجل اقتناء الأدوية ومستلزمات المستشفيات الطبية لمدة 6 أشهر.