طبيب نصاب وموثقون يوظفون أمهات عازبات ويختطفون الرضع مقابل رشاوى واغراءات
علمت "الشروق" من مصدر مؤكد، أن قضية الطبيب المتورط في التهريب الدولي للأطفال غير الشرعيين لفرنسا ستحال هذا الأسبوع على المحاكمة بعد أن دام التحقيق فيها من طرف قاضي الغرفة التاسعة بمحكمة سيدي امحمد أكثر من سنة تقريبا.
هذه القضية الشائكة والتي كانت "الشروق" سباقة في نشرها ستكشف عن حقائق قد لا تكون متوفرة في ملف الطبيب البالغ من العمر 62 سنة، والمتهم بانتحال الصفة وتكوين جماعة أشرار لمساومة الأمهات العازبات والإتجار في أطفالهم مقابل مبالغ بالعملة الصعبة، حيث ثبت ضده وضد الموثق الذي توفي مؤخرا داخل السجن، تحرير خلال فترة 2005 و2006 ما يقارب 12 كفالة لأزيد من 15 رضيعا حديث الولادة، 9 منهم تم نقلهم إلى مدينة - سانت ايتيان- بفرنسا باستعمال بعض الطرق القانونية، فيما أقر التحقيق الابتدائي ان المتهم تكفل منذ 1998 بأكثر من 25 طفلا.
"الشروق" تحصلت على تفاصيل القصة الكاملة، المتهم فيها 36 شخصا منهم أمهات عازبات وفرنسيون من أصول جزائرية يقيمون في الخارج تم مساءلتهم عن طريق السلطات الفرنسية، ويتواجد حاليا كل من الطبيب -خ.ح- وابن الموثق المتوفي، والذي يشغل مساعد بمكتب الوالد رهن الحبس المؤقت.
وتمكنت حسب المعلومات المتوفرة، فرقة البحث والتحري لأمن العاصمة من اكتشاف وقائع القضية الخطيرة، بعد معلومات تفيد أن المدعو - إ. بوعلام- 41 سنة مزدوج الجنسية، ومتزوج بفرنسية تمكن من تهريب طفلين إلى فرنسا بالتواطؤ مع الطبيب الذي انتحل صفة طبيب في التوليد وفتح عيادة للإجهاض في عين طاية، إذ أن الأول غادر التراب الوطني بتاريخ 4 سبتمبر 2005 باتجاه مدينة ليون عبر مطار هواري بومدين الدولي رفقة طفلين مجهولي الأبوين على أساس أنهما ابناه الشرعيان، وحسب بطاقة الخروج فإن الطفلين كتب تاريخ مكان ميلادهما بعين طاية في عيادة الطبيب المتهم.
ووصلت تحريات الأمن أن شقيقة المتهم ـ ح.ح ـ 43 سنة تساعده في التكفل بالأمهات العازبات في فترة حملهن لغاية وضعهن الحمل، كما يقوم هو بكافة الإجراءات، من تسجيل بالحالة المدنية لغاية وصول بعضهم لخارج الوطن رفقة عائلة كافلة بموجب كفالات محررة عن طريق المرحوم - م.ش.س- 60 سنة لديه مكتب توثيق بباش جراح.
وأفيد من خلال التحقيق أن شقيقة الطبيب كلفت أيضا بمهمة رعاية الرضع من الأمهات العازبات منهن طالبات جامعيات، في بيتها، ومن خطورة القضية أيضا، أن الطبيب الذي انتحل صفة عضو مؤسس في جمعية البركة، وعضو في جمعية - آس أو آس نساء في شدة - كان يقوم حسب تقرير فرقة البحث والتدخل بتصرفات محظورة قانونيا عند التكفل بالفتيات الحوامل عند بداية الحمل من خلال مطالبتهن بمبالغ مالية تتراوح بين مليونين و4 ملايين سنتيم، مقابل التخلي عن المولود، وفي بعض الأحيان التوقيع من طرفهن على شيكات على بياض، أو تجريدهن من مجوهراتهن، بالإضافة إلى الاحتفاظ بصورة طبق الأصل لوثائقهن.
وكان المتهم يستأجر سكنات للواتي يوشكن على وضع الحمل، وتتكفل بهن المتهمة مقابل أجر شهري في انتظار ون الملائم الذي يرغب في التبني. الطبيب المتهم مسبوق قضائيا في قضية اجهاض، وقضية وفاة رضيع في مسكن المكلفة بالرعاية، حيث أدين بسنتين سجنا نافذا قضى منها 9 أشهر بسجن الحراش سنة 2006، أدى تفتيش منزل هذا الأخير لاسترجاع مجوهرات مكتوب عليه اسم الأمهات العازبات، ومبالغ بالعملة الصعبة واسترجاع من عند المكلفة بالرعاية طفلين غير شرعيين.
وطالبت إحدى الأمهات العازبات - خ.ص - من مواليد 1966 باسترجاع طفلتيها التوأم اللتين وضعتهما شهر أكتوبر 1997 في مستشفى عين طاية، وتركتهما في المستشفى بعد خضوعها لعملية ولادة في حضور الطبيب المتهم، وبعد مدة عادت للمستشفى، إلا أنها لم تعثر عليهما، المعنية طالبته بإرجاع التوأم، إلا أنه أخبرها أنهما خارج الوطن.
التحقيق شمل كل الأمهات العازبات اللوتي تورطن مع الطبيب ويتعلق الأمر بكل من القاصر أنذاك - ح.ش - أم لطفل، خ.ص 43 سنة، أم لتوأم، ل.س - 45 سنة أم لطفلة، ن.ف 28 سنة أم لطفلين، ب.ح 38 سنة أم لطفل، ز.ب - 36 سنة أم لطفل، أ.د 33 سنة أم لطفل، هـ.ق 23 سنة طالبة جامعية، م.ق 33 سنة، و.ب 31 سنة، ح.ب 28 سنة، ح.ع 23 سنة أم لطفل، ع.م 42 سنة، ف.م 27 سنة لأم لطفلة، ش.ش 30 سنة، ل.ج 28 سنة أم لطفل، ع.م 26 سن أم لطفلة، أ.ب 36 سنة أم لطفل، و.ب 31 سنة أم لطفلة، س.أ 26 سنة أم لطفل، أ.ل 26 سنة أم لطفل، ف.ع، وكلهن أمهات عازبات.
وبلغ عدد المكلفين في فرنسا بالأطفال غير الشرعيين 7 أشخاص منهم تجار، من أصول جزائرية أغلبهم يقيمون في منطقة سانتيتيان بفرنسا استوجب استدعاءهم للمحاكمة أمام محكمة سيدي امحمد، وقد أعطوا رشاوى فاقت الـ20 مليون سنتيم، وتعرف بهم بحكم امتلاكه مسكنا في المنطقة وكان ينوي بيع أطفال آخرين لفرنسيين. أما الموثق الذي كان يمضي على الكفالة بحضور الأطراف فكان يقوم بذلك مقابل أتعاب تتراوح بين 2500 و3000دج.
اعترف الطبيب الذي سيواجه تهمة إبعاد الأطفال والإتجار بهم في الخارج بمشاركة جماعة أشرار من 3 نساء وموثق وابنه وشخص آخر، أنه يقوم بعمليات رتق وإعادة البكارة للفتيات مقابل مبلغ 2 مليون سنتيم